فرنسا علي فوهة بركان بسبب ارتفاع الأسعار من باريس كتبت­ ميرفت ميلاد
ساركوزيأزمة حقيقية تتعرض لها حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد تضعها محط انتقاد الرأي العام هناك بشكل دائم. فرغم وعود الرئيس بمنح الشعب هدايا ضريبية قررها بعد انتخابه مباشرة من شأنها النهوض بالاقتصاد وتقليل التكاليف المعيشية إلا أن الأسعار مازالت في ارتفاع مستمر.
ويشعر المواطن الفرنسي حاليا بضيق شديد جراء هذا الغلاء الناتج عن ارتفاع اسعار المواد الأولية من رغيف الخبز.. حتي البنزين مرورا بالضرائب وفواتير المياه والكهرباء ويكاد الأمر يصل إلي اكسجين الهواء.. ويعتقد المراقبون انه حتي وإن كان ساركوزي جادا في سعيه لاحراز تغيرات كبيرة في المؤسسات والنهوض بالاقتصاد الفرنسي فإن هناك بعض المعوقات التي قد تحول دون تحقيق تلك الأهداف اهمها وصول اليورو الي ما يقرب من دولار واربعين سنتا وهذا يحرم البلاد من الوصول إلي معدلات النمو المطلوبة والتي وعدت بها الحكومة الجديدة.
إلي جانب ذلك كان هناك بعض الاصلاحات الداخلية التي وقف امامها ساركوزي مكتوف الايدي والتي اصبحت جزءا من سلسلة اخفاقات الحكومة في حل أزمة ارتفاع الأسعار وانهاء الغلاء. ففي وقت سابق قررت حكومة ساركوزي اعادة النظر في قانون المعاشات الذي يتمتع به بعض الفئات حتي الان ويسمح بموجبه خروج أشخاص كسائقي القطارات علي المعاش قبل بلوغ الستين باعتبارها مهنة شاقة. فمع تطور القطارات التي لا تحتاج للفحم فإنه لا يوجد مبرر للالتزام بهذا القانون من وجهة نظر الحكومة. ولكن الكثيرون استشعروا الخطر المحدق من تغيير هذا القانون خاصة ان أصحاب تلك المهنة يتمتعون بحق الاضراب ويمكنهم استخدام هذا السلاح لشل حركة البلاد. ويذكر أن الحكومات السابقة لم تستطع الوقوف أمامهم.
[b][b][b]
[/b][/b][/b]