الحقيقه والخيال

كثيرا ما تؤرق الأحلام

غير أن الأرق ذاته ذلك الحس المنبعث

من خلف أطلال الخيال لينحت في الذهن

صوراً من بياض

لم تُرى حقيقة غير أنها لا تكف عن ملاحقة الأرواح

وهي بذلك أشبه ما تكون بغيبوبة الحياة

غير أنها تشكل الجزء الأكبر من الإحساس

وتشل كل حركة للهروب نحو الصحوة

وتبقين أنتي

إحدى هذه الصور بل أصعبها على الإطلاق

بل أجملها وأكثرها نقاءً وبياضاً

وأشدها ارتباطاً بالذهن

وأكثرها حيزاً في الذاكرة

تلك الذاكرة التي تحفظ من الأحداث

الكثير والكثير

غير أن هذه الأحداث تختلف في ركودها وحركتها

فمنها ما لا يطرأ الا نادرا ومنها مايطرأ قليلا

ومنها ما يكون أكثر

غير أن الجزء الخاص بك من تلك الذاكرة

مستحيل الركود بل مستحيل الثبات على هيئة واحدة في التذكر

فتارة يشكل قدومك ويسهب في رونق بهائك

وعبق اجتياحك لمملكة طالما ألفت وقش قدميك

في ربوعها

وتارة يغشاه نفح أنفاسك فيثمل بها حتى لا يفيق

إلا على شجن همسك الموغل في الذات

ذلك الهمس الذي ما إن يحيط مسامعي

حتى أرحل كلياً إلى عالم من خيال

لم يخلق قبلك ولم يطرأ في ذهن بشر

وكل هذه الأشياء وغيرها الكثير ليست شيئاً

أمام احترافك لامتلاكي

فوحدك تمتلكين مني أكثر مما أمتلك

بل حتى أن ما أملكه من نفسي لايمكن أن يعيش

خارج حدود احتوائك

وهنا يكمن شسوع الفرق بينك وبين سواك

وهنا أدركت ملياً أن الحياة لا تعني بقاء الروح

ملازمة للجسد بقدر ما تعني تشبع الروح بك

ورغم كل هذا

هنالك سؤال كحضورك لا يغيب

هل أنتِ حقيقة أم مجرد حلم ؟؟