من قصص النعمان بن ماء السماء ( قصص قصيرة وحكمة ) رقم واحد

من قصص النعمان بن ماء السماء 1

كان هناكَ رجلٌ متزوج من امرأة ، وكان سعيداً معها ، إلا إنها لا تنجبُ لهُ سوى البناتْ ، وكانوا في سابق العهد لا يحبون البنات فقدرْ ما يحبون الأولاد ، وكانت قد أنجبت له أربع بنات ، وهيَّ الآن حامل بالطفل الخامس ، فقالَ لها إن أنجبتِ بنتاً تزوجتُ عليكِ ، فما أوسعها إلا أن أنجبتْ لهُ الخامسة ، فتزوجَ عليها ، وظلوا هم الثلاثة في بيتٍ واحد ، يتقاسمون رغيف الخبز والماء ، ويا للمصادفه ، الثنتان تحمل مع بعضْ ، وها هم في شهرهم التاسع ، واليوم حانتْ ولادتهما مع بعض في نفس المنزل ، فقالَ لهما ، من تلد فيكما أنثى سأطلقها ، وفعلا كلّ منهم يضع حمله ، فولدتْ إحداهنَ بنتاً والأخرى ولدتْ ولدْ ، فقامتْ من ولدتْ بنتً بسرقتِ الولدْ على حينٍ من الغفلة ، وما لبثَ الزوج إلا أن دبَ الصراخ بينهما ، هذه تقول أين ولدي ، والأخرى تقول هذا ولدي ، فاحتار الزوج أيّ منهم جاءتْ بالولد ، واستعمل معهم كلَ الوسائل فلم يفلح ، فشاروا عليهِ أن يذهب إلى النعمان ، ولما قدمَ عليه وشكى لهُ حالته ، ضحكَ النعمان ، وقالَ لهُ إذهبْ لهما وأتني بكوبين حليب من أثداءهمْ يكونوا بنفس الكمية ، وفعلاً ذهبَ إليهما ، وأخذ من كلٍ منهماكوب حليب بالتساوي ، وعاد إلى النعمان ، فأخذ النعمان يزنهما ويعمل عليهما بعض التجارب ، فقالَ لهُ هذا كوبَ من فقال الرجل الثانية ، فقالَ لهُ النعمان هيَّ أمُ الولدْ ، فقالَ لهُ الرجل وكيفَ عرفتْ ، فقالَ لهُ النعمان ، أن الدسومة بهِ أكثر ونصيب الولد مثل نصيب الإثنتين ، هكذا يقولُالرحمن ، فاقتنع الرجل وطلق الأولى ، ومن ثم اعترفت بذنبها